الوساطة من أجل السلام والقانون
مقر مركز بحوث وسياسات القانون الدولي، فلورنسا، 16 شباط/ فبراير 2024
الطبعة الثانية مندور القانون في مفاوضات السلام | مناقشة المركز مع السفير داغ نايلاندر | مناقشة المركز مع الدكتور برتراند رامشاران | مناقشة المركز مع السفير يوهان فيبي | موجزات السياسات الصادرة في عام 2007 والحلقات الدراسية المعقودة فيها | منشور سلسلة موجز السياسات رقم 149 الذي كتبه مورتن بيرغسمو
ناقش هذا الاجتماع المغلق في مقرمركزبحوثوسياساتالقانونالدولي في فلورنسا دور القانون والقيود القانونية في الوساطة من أجل السلام، مستفيداً من الخبرة الفريدة المتراكمة لدى المشاركين في الاجتماع. وكان من بين المشاركين في الاجتماع، الذي رأَسه مدير المركز مورتنبيرغسمو (المتمتع بخبرة اكتسبها من عمليات السلام والمصالحة في كولومبيا وميانمار)، كل من سعادة ميروسلافلايتشاك (الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي للحوار بين بلغراد وبريشتينا والقضايا الإقليمية الأخرى في غرب البلقان، الذي شغل سابقاً منصب وزير خارجية سلوفاكيا ومنصب الممثل السامي في البوسنة والهرسك)، وسعادة السفير يوهان فيبي (سفير النرويج لدى إيطاليا، الذي شغل سابقاً منصب رئيس قسم السلام والمصالحة في وزارة الخارجية النرويجية، وشارك في العديد من عمليات السلام أو المصالحة مثل أفغانستان وكولومبيا)، والدكتور برتراند رامشران (شغل سابقاً مناصب منها مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان بالإنابة ومدير المؤتمر الدولي المعني بيوغوسلافيا السابقة)، والبروفيسورة سارةنوين (معهد الجامعة الأوروبية وجامعة كامبريدج)، والسيد بيتر مكلوسكي (عضو نيابة أمريكي سابق والمدعي الرئيسي في قضايا سريبرينيتسا أمام المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة)، والدكتورة سونغ تيانينغ (باحثة حائزة على درجة زمالة مركز بحوث وسياسات القانون الدولي).
ولا يؤذي الإنكار العلني للإبادة الجماعية وغيرها من الانتهاكات الجسيمة للقانون الجنائي الدولي عائلات الضحايا فحسب، وإنما يمكن أن يقوِّض جهود المصالحة، بل يمكن أن يسهم في استئناف الأعمال العدائية. وفي ضوء الإنكار المستمر للانتهاكات التي وقعت في البوسنة والهرسك، اعتمد الممثل السامي فالنتين إنزكو، مستفيداً أيضاً من التجربة الألمانية بعد الحرب العالمية الثانية، قرار عام 2021 بشأن سنالقانونالمتعلقبتعديلالقانونالجنائيللبوسنةوالهرسك، الذي يُجرِّم في المادة 145 ألِف منه الإنكار العلني لـ «جريمة إبادة جماعية [...] ثبتت بموجب حكم نهائي وفقاً لميثاق المحكمة العسكرية الدولية الملحق باتفاق لندن المؤرخ 8 أب/أغسطس 1945، أو أثبتتها المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة، أو المحكمة الجنائية الدولية، أو محكمة في البوسنة والهرسك». وناقش اجتماع الخبراء الأسباب الكامنة وراء هذا التجريم وأُسُسه الموضوعية والتحديات المرتبطة به في حالات ما بعد النزاعات التي لم يتحقق فيها سلام مستقر بعد.
وشملت المواضيع الأخرى المطروحة للمناقشة في اجتماع الخبراء تأثير الدوائر الخاصة في كوسوفو على جهود المصالحة في كوسوفو والمنطقة؛ ودور المحامين والمسائل القانونية في عمل المؤتمر الدولي المعني بيوغوسلافيا السابقة؛ والوضع القانوني لاتفاقيات السلام المبرمة بين دولة وجماعة مسلحة منظمة؛ وعملية دايتون والانتهاكات التي حدثت في سريبرينيتسا خلال الأشهر التي سبقت مؤتمر دايتون للسلام مباشرة؛ وأهمية مبدأ «لا ينشأ حق عن باطل» (أي 'لا يمكن تحصيل أي فائدة من عمل غير قانوني'، الذي أشار إليه هيرش لوترباخت بوصفه «مبدأ من مبادئ القانون الراسخة») للوساطة من أجل السلام، وكيف يمكن أن يكون هذا المبدأ مرشداً في عمليات السلام والمصالحة.
وانطلاقاً من كتابات البروفيسورة نوين عن صُنع السلام (Peacemaking’, in Eyal Benvenisti and Dino Kritsiotis (eds.), ‘Cambridge History of International Law, Vol. XII، الذي ركز على الفترة 1989-2021)، ذكَّر مدير مركز بحوث وسياسات القانون الدولي بالعمل الذي اضطلع به البروفيسور توركل أوبسال في النزاع في أيرلندا الشمالية (Andy Pollak et al. (eds.), A Citizens’ Inquiry: The Opsahl Report on Northern Ireland ، 1993)؛ وكيف أثرت رؤاه النيِّرة على النهج الذي اعتمده صديقه القديم، الممثل الخاص للأمم المتحدة ثورفالد ستولتنبرغ، عندما تولى مهمة الرئيس المشارك للمؤتمر الدولي المعني بيوغوسلافيا السابقة (أوبسال: «الأمر يتطلب اتباع نهج عملي في التعامل مع النزاع. والتمييز بين النزاع والعنف أمر بالغ الأهمية»؛ و«يجب إقناع الأطراف بأن المكسب الذي يحققه طرف لا يعني بالضرورة خسارة الطرف الآخر»؛ و«الطائفية عقبة كؤود [...]، يجب التغلب عليها»)؛ وكيف أدت تجاربهما مجتمعةً إلى تعزيز قدرات السلام والمصالحة في وزارة الخارجية النرويجية؛ وكيف دعم قسم السلام والمصالحة بالوزارة المشروعات البحثية لمركز بحوث وسياسات القانون الدولي ومعهد أوسلو لأبحاث السلام في الفترة بين عامَي 2006 و2010 المتعلقة بالنزاعات المسلحة في كولومبيا، التي أسفرت عن مجموعتَي المقتطفات دورالقانونفيمفاوضاتالسلام والعدالةالتوزيعيةفيسياقالتحولات، وكان لكلتيهما دور عندما كان القسم يتولى تيسير عملية السلام بين حكومة كولومبيا والقوات المسلحة الثورية الكولومبية. وقد عُقد اجتماع الخبراء في فلورنسا في إطار عملية إعداد مركز بحوث وسياسات القانون الدولي لطبعة ثالثة موسعة من «دور القانون في مفاوضات السلام».
هذا، وقد سُجلت مناقشتَاالمركز مع السفير يوهان فيبي والدكتور برتراند رامشاران على هامش اجتماع الخبراء، وركزتا على الوساطة من أجل السلام وبعض المسائل التي نوقشت في الاجتماع. وتستكمل المناقشتان مناقشة سابقة أجراها المركز مع السفير السابق داغنايلاندر (مدير المركز النرويجي لتسوية النزاعات) بشأن عملية السلام بين حكومة كولومبيا والقوات المسلحة الثورية الكولومبية، ومسائل عامة متعلقة بالوساطة، بناءً على الوقت الذي قضاه في قسم السلام والمصالحة في وزارة الخارجية النرويجية.